ماكرون يغازل تونس وعينه على ليبيا

وعد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون خلال زيارته الرسمية الأولى إلى تونس بتقديم مجموعة من المساعدات “السخية”، إلى البلد الذي يواجه تحدي التنمية الاقتصادي بعد مرحلة “الانتقال الديمقراطي”.

خطاب الرئيس الفرنسي المجامل والمشيد بالقرارات المتخذة من قبل المسؤولين التونسيين تطبعه “المثالية” ظاهريا، في حين أن الواقع الجيوسياسي يكشف حقيقة الكرم الفرنسي، فماكرون الذي صعد إلى قصر الإليزيه العام الماضي، له هدف آخر يتعلق بليبيا، البلد المجاور لتونس.

العين الروسية التي استقرت بمصر من أجل مراقبة مخزونات النفط في ليبيا، حتمت على فرنسا البحث عن بوابة أخرى من أجل انتزاع نصيبها من كعكة النفط في البلد الذي يعاني من عدم الاستقرار منذ سقوط نظام القذافي، وهو ما يجعلها مضطرة إلى بذل جهود مضاعفة لمنافسة الولايات المتحدة الأمريكية التي تضع يدها أيضا على ثروات ليبيا.

في الوقت الذي كان يلقي فيه ماكرون خطابه بمهارات تواصلية وتسويقية مدروسة جيدا وسط المسؤولين التونسيين، مادحا لثورتهم وقراراتهم الإصلاحية، ومشيدا بتاريخهم، كانت تجرى لقاءات أخرى سرية بين مرافقي الرئيس الفرنسي وقيادات النظام الليبي المقيمة بالعاصمة التونسية، من أجل وضع اتفاقات تهم مستقبل الثروات الليبية.

الرئيس الفرنسي التقط إشارات “الدولة العميقة” وبدأ في تنزيل مخطط تقوية الفرانكوفية من جديد بأسلوب أكثر “نعومة”، فهو يعلم جيدا أن بسط الهيمنة الثقافية من شأنه تعبيد الطريق أمام الهيمنة الاقتصادية، خاصة في ظل منافسة القوى التقليدية الكبرى والصعود المستمر لأخرى جديدة.

ماكرون الذي يعد أصغر الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم فرنسا، يمهد كذلك من خلال خطابه المدغدغ لمشاعر التونسيين لتنظيم الملتقى الفرانكفوني الذي ستحتضنه تونس في عام 2020، ويهدف من خلاله إلى إعادة “الوهج” إلى الفرانكفونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *