كيف كاد فوزي لقجع يتسبب في أزمة دبلوماسية خطيرة بين المغرب والكاميرون

أبلغ مصدر، تحدث لـ”مغرب-أنتلجونس”، أن صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، الذي تستعد بلاده لاحتضان نهائيات كأس بطولة إفريقيا للأمم “كان”، منزعج جدا من فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
ومن المقرر أن تجري “كان” ما بين 9 يناير و6 فبراير 2021.
وفي التفاصيل، فإن جوهرة كرة القدم الإفريقية والعالمية السابقة يؤاخذ على نظيره المغربي انضمامه إلى جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، الذي يدفع في اتجاه تأجيل “كان” رضوخا لضغط الأندية الأوربية الكبرى، حيث يمارس الكثير من اللاعبين الأفارقة.
وأفاد المصدر أن لقجع والمصري هاني أبو ريدة، العضوين في “فيفا” والمقربين جدا من إنفانتينو، كثفا في الآونة الأخيرة من اتصالاتهما مع نظرائهما في القارة السمراء. غير أن لقجع، وفق المصدر، كان أكثر اندفاعا وديناميكية، مما أثار حفيظة صامويل إيتو، الذي سارع بدوره إلى الاتصال بنظرائه في القارة، فضلا عن باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”.
وأضاف مصدر “مغرب-أنتلجونس” أن الكرة الذهبية السابقة لم يتردد في توجيه الأصابع إلى لقجع، متهما إياه بالاشتغال لصالح جياني إنفانتينو على حساب مصالح إفريقيا التي يمثلها في “فيفا”.
يبدو، الآن، أن الهداف الكاميروني، وقد كان ثعلبا حقيقيا أمام شباك الخصوم، سجل الهدف الأول على المغربي. “لكن الأخير لم يستسلم، حرصا منه على مساره وإرضاء لرئيس فيفا. إذ واصل العمل خلف الكواليس من أجل تأجيل كان”، يؤكد عضو في الاتحاد الإفريقي لـ”مغرب-أنتلجونس”. من جانبه، اختار إيتو الضرب بصوت عال وواضح، مفاتحا سلطات بلاده حول السلوك “العدائي الصريح” للمغربي. هنا، أخذت القضية منعطفاً دبلوماسياً. ياوندي، التي كانت دائما من أشد المؤيدين للرباط في قضية الصحراء، أصبحت غاضبة، واتصلت بالرباط. غير أن السلطات المغربية أبلغتنظراءها الكاميرونيين، بشكل غير رسمي، أنه ليس لديها أي شيء ضد تنظيم بطولة الكأس في المواعيد المحددة سلفا. هنا أيضا، وفي مواجهة خطأ لقجع ضاعف إيتو النتيجة.
يوم الأحد ، 19 دجنبر في المساء، خلال اجتماع عبر الفيديو للجنة التنفيذية لـ”كاف، جرت الرياح بما يشتهي إيطو. إذ كانت الأصوات المعارضة لتنظيم المسابقة نادرة وناعمة. وفي اليوم الموالي، حل موتسيبي بياوندي. إيتو يسجل ثلاثية، لتعم الأفراح في أوساط الكاميرونيين الذين قدمت بلادهم تضحيات مالية كثيرة، منذ سنوات، لاستضافة العرس القاري.
في ياوندي، جهر موتسيبي أمام الصحافيين والمسؤولين الكاميرونيين أن بلادهم “نجحت في رهانها”. ضربة قاضية لإنفانتينو. قبل أن ينتقل إلى القصر للقاء الرئيس بول بيا وشكره على “العمل الجيد الذي تم إنجازه لاستضافة كأس إفريقيا للأمم التي ستجعل شعب الكاميرون فخوراً، بل ستجعل شعوب إفريقيا فخورة”. صفعة أخرى لفوزي لقجع، الذي بقي مشدوها وهو أن يرى أن الزميل السابق لليونيل ميسي في برشلونة يتقدم عليه بـ4 أهداف نظيفة.
الآن، يبقى السؤال المطروح يتعلق بمدى تأثير مواقف فوزي لقجع على العلاقات المتينة بين الرباط وياوندي.
سؤال أخير: هل يمثل لقجع، الذي يظهر في وسائل الإعلام كثيرا، بلده من أي موقع، أم أنه يمثل مصالحه فقط؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *