حرب باردة تدور رحاها داخل عملاق النفط الجزائري ”سوناطراك”، فرياح التغيير التي تعصف بدينامو الاقتصاد الجزائري، تزعج كبار المسؤولين الذي استفادوا على مدى سنوات طويلة من امتيازات مكنهم منها النظام الجزائري.
منذ وصول عبد المومن ولد قدور في مارس 2017 إلى رأس الإدارة العامة لسوناطراك، حدثت تغييرات كبيرة من أجل تحقيق تحول جذري في طريقة اشتغال عملاق المحروقات الأول في إفريقيا، حيث تمت إعادة هيكلة المصالح التجارية، ووضعت هيكلة جديدة للإدارة العامة، مع حكامة جديدة لفروع الشركة، من أجل تنزيل استراتيجية جديدة في أفق 2030، وهو الأمر الذي تشرف عليه شركات أمريكية كبرى كـ BCG و McKinsey، وبذلك تعمل سوناطراك على محاولة الابتعاد عن ما طبع ماضيها من فضائح فساد هزت استقرارها منذ 2010.
غير أن هذه التغييرات لا تعجب عددا من كبار المسؤولين الذين يستفيدون من ”الضبابية” من أجل إجراء صفقات في الظل دون مراقبة.
الناقمون على سياسية ولد قدور قاموا بعدة محاولات من أجل دفعه للاستقالة من منصبه، بإطلاق شائعات مغرضة، وترويج حملة تضليل، فضلا عن الهجوم الشخصي والمناورات السياسية من قبل عدد من القيادات السياسية.
على رأس متزعمي هذه ”الحرب القذرة”، نجد رياض علال، مستشار المدير السابق لسونطراك، أمين معزوزي، الذي كان له دور في عدد من الصفقات المشبوهة بين 2010 و2015. رياض علال كان اليد التي اعتمدت عليها أجهزة جزائرية خلال الحرب التي شنتها عناصر الجنرال توفيق ضد شكيب خليل، الوزير السابق للطاقة، الذي أراد أن يحرر سوناطراك، من تدخلات المسؤولين الأمنيين.
بمجرد وصوله لإدارة سونطراك، قام ولد قدور بعزل رياض علال، من أجل تدشين مسلسل الإصلاح المستعجل للشركة النفطية، وهو ما دفع بهذا الأخير إلى الشروع في محاولة ”الانتقام”، خاصة بعدما خسر أهميته لدى الأجهزة الجزائرية.
طلال علال، ينسج علاقات مع كبار المسؤولين المهددين داخل سوناطراك، في إطار إصلاحات ولد قدور، مستعينا بموقعه “dzinfox.com”، الذي يروج وينشر أخبار زائفة، من أجل تضليل الرأي العام، وإقناع الجزائريين بأن الإدارة الجديدة لسونطراك متشكلة من ”الخونة”، غير أن الموقع فشل، وليست له أية مصداقية أو قوة في هذه الحرب القذرة التي يخوضها المستفيدون من امتيازات سوناطراك منذ أمد بعيد.