في نهاية هذا العام، قدمت الرباط هدية لطيفة للغاية للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، إذ حظرت دخول وإقامة رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو، الخصم الرئيسي للرجل الأول في نواكشوط. وجاء هذا القرار المفاجئ بعد أن تم نشر صور جوازات سفر مغربية نسبت لمحمد ولد عبد العزيز وابنه بدر على مواقع التواصل الاجتماعي. “وثائق كاذبة”، كما وصفتها وزارة الشؤون الخارجية المغربية متهمة محمد ولد بوعماتو بأنه مسؤول عن ترويجها.
سارع رجل الأعمال إلى نفي علاقته بما نشر من صور، مع التأكيد على أنه تحت تصرف السلطات المغربية، مشيرا إلى التزامه العميق تجاه الشعب المغربي وتقديره لمؤسسات المغرب، حيث عاش لعدة سنوات. وفقا لمصادر مطلعة، عاش ولد بوعماتو في مراكش لسنوات عديدة، وعندما طلبت منه السلطات المغربية قبل سنتين تقريبا عدم الإقامة في المملكة بشكل دائم، غادر البلاد ليعيش بين بروكسل ولندن، دون أن يفقد صداقته المغربية القوية.
هل بالغت وزارة الخارجية المغربية في هذه القضية؟ المؤشرات تدفع للاعتقاد بذلك، فصور جوازات السفر غير الحقيقية يتم تداولها على الشبكات الاجتماعية منذ عام 2015. وزارة الخارجية برئاسة ناصر بوريطة التي أعلنت عن قيامها بإجراء تحقيق في الموضوع، وهو أمر يدخل ضمن مسؤولية النيابة العامة، لم تنتظر خلاصة التحقيق، وأصدرت بيانا أعلنت فيه عن حظر إقامة محمد ولد بوعماتو في المغرب، مع العلم أن قرار ترحيل أو منع دخول تراب المملكة يقع حصرا ضمن نطاق وزارة الداخلية والمصالح التابعة لها.
وأخيرا، لماذا ناصر بوريطة يقوم بكل شيء لإرضاء الرئيس الموريتاني، رغم أنه لم يتردد حسب مقربين في السخرية من محمد ولد بوعماتو، قائلا بأن ”المغاربة سيتخلون عنه”.
كل تحركات وزارة الخارجية في هذا الملف أبانت عن رد فعل هاو، متيحة بذلك لمحمد ولد عبد العزيز القول بأن المغرب لن يكون أبدا “حليفا آمنا” للموريتانيين، سواء كانوا مع النظام أو في صف المعارضة.