تكتيكات واستراتيجيات “الإخوان المسلمين” في فرنسا وفق التقرير الأمني: التنظيم الهرمي والسرية” وتبني “خطاب مزدوج” واستغلال “الإسلاموفوبيا” لتعزيز موقفهم كضحايا

كشف التقرير الأمني، الذي أُعد بطلب من الحكومة الفرنسية حول “الإخوان المسلمين والإسلام السياسي في فرنسا، في جزء منه أن التكتيكات والاستراتيجيات التي اعتمدها الإخوان.
ففيما يخص “التنظيم الهرمي والسرية” يذكر التقرير، الذي اطلعت عليه “مغرب-أنتلجونس”، أن الإخوان المسلمين “اعتمدوا على هيكلية تنظيمية هرمية تمركز حول “دائرة ضيقة” من المؤيدين المقسمين، وهي شبكة سرية تعمل كمجموعة تأسيسية. هذه الدائرة موجودة في أوروبا، بما في ذلك فرنسا، حيث يُعتقد أنها تضم مئات الأعضاء فقط. على سبيل المثال، تُظهر التقارير وجود هيكلية شبيهة بتلك التي أسسها حسن البنا في مصر، مع مجلس استشاري سري (مجلس الشورى) يدير الأنشطة”.
وحول “التكيف مع الغرب”، قام الإخوان، وفق التقرير بتطوير استراتيجية تكيفية لنشر أفكارهم في الغرب، حيث ركزوا على الدعوة بدلاً من الصراع المباشر. مشيرا إلى أن “يوسف القرضاوي، المرشد الروحي للحركة حتى وفاته في 2022، دعا إلى “الإسلام الوسطي” ومفهوم “حقوق الأقليات” لتسهيل التكيف مع المجتمعات غير المسلمة، مثل السماح بالقروض البنكية لشراء العقارات أو تبرير تناول الطعام غير الحلال بقول (بسم الله)”.
ويشير التقرير إلى أن “الإخوان استخدموا خطابًا مزدوجًا، حيث يعرضون خطابًا معتدلًا علنيًا لكسب الشرعية، بينما يحتفظون بأهداف طويلة الأمد مثل إقامة دولة إسلامية. على سبيل المثال، طارق رمضان، الذي يدعي استقلاله عن الإخوان، روّج لـ”المواطنة المسلمة”، لكنه تبنى مواقف متشددة في مواضيع مثل النساء والعلاقة مع الديانات الأخرى”.
كما اعتمدوا، حسب التقرير ذاته، على استغلال مفهوم “الإسلاموفوبيا” لتعزيز موقفهم كضحايا، مما ساعد في كسب تعاطف المجتمع. “على سبيل المثال، أظهرت الاحتجاجات في 10 نونبر 2019 في باريس، حيث ارتدوا نجمة صفراء مكتوب عليها “مسلم”، محاكاة لمعاناة اليهود في الحرب العالمية الثانية”.
وبخصوص الاستثمار في القطاعات المجتمعية، ركزوا على السيطرة على المجالات الدينية (المساجد)، التعليمية (المدارس الدينية)، والاجتماعية (جمعيات الإغاثة)، لنشر أفكارهم.
ولتعزيز تغلغلهم ونفوذهم، أنشأ الإخوان المسلمين شبكة منظمة تشمل جمعيات محلية وأوروبية، مثل “مسلمو فرنسا” ومجلس المسلمين الأوروبيالذي يربط 28 جمعية وطنية، والذي لعب دورًا في صياغة منهج لتدريب الكوادر الوطنية.
استثمر الإخوان المسلمين، ايضا، في المدارس الدينية والتعليم الديني، مثل مدرسة ابن رشد في مدينة ليل، كما أسسوا الاتحاد الشبابي المسلم في ليون عام 1987 لجذب الشباب.
ويشير التقرير، كذلك، إلى أنهم عملوا على بناء “نظم بيئية إسلامية” محلية عبر المساجد وتأثير المقترعين، مما أدى إلى ضغط انتخابي على السياسيين. على سبيل المثال، في بعض المناطق، أصبح النواب يواجهون قوة انتخابية من النشطاء الإسلاميين.
وفيما يخص التمويل والعلاقات الدولية، يكشف التقرير أنهم حصلوا على تمويل من دول مثل قطر، مع استخدام صناديق الوقف، كما حافظوا على علاقات مع الحركات الدولية، مثل الارتباط التاريخي مع حركة حماس حتى انفصالهم الجزئي.
وخلص التقرير إلى أنه “بهدف بناء مجتمع إسلامي، تعتمد استراتيجية الإخوان المسلمين في فرنسا على السرية، التكيف، والتأثير التدريجي عبر الشبكات المجتمعية، مع التركيز على الشباب والمجالس المحلية. على الرغم من تراجعهم في شمال أفريقيا و الشرق الأوسط بعد “الربيع العربي”، فإنهم يعززون نفوذهم في أوروبا، مما يشكل تحديًا للتماسك الوطني، خاصة مع صعود الإسلامية البلدية، و بشكل عام يمارس الاخوان المسلمون الخداع في مستويات معينة، فمثلا يُبرزون الخطوات التكتيكية المنسجمة مع القيم الغربية على أساس انها أهداف استراتيجية، بينما هي محطات فقط لبلوغ الغايات الحقيقية العليا، التي يوجد ضمنها إقامة الدولة الاسلامية وإضعاف المجتمعات غير المسلمة ودولها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *