وجهت 103 شخصيات سودانية، منهم أكاديميون ودبلوماسيون وحقوقيون وقادة أحزاب سياسية، مذكرة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يطالبون فيها بإبعاد المبعوث الأممي الحالي الجزائري رمطان لعمامرة، وتعيين مبعوث بديل له.
واتهمت المذكرة لعمامرة بالانحياز إلى الجيش، وتجاهل الأطراف الفاعلة الأخرى، التي فقدت الثقة في الدبلوماسي الجزائري، كما اتهمته بـ”التقصير في مواجهة استخدام أطراف النزاع القائم للأوضاع الإنسانية كسلاح في القتال وعدم ممارسة ضغوط لوقف الحرب لحماية المدنيين وإغاثتهم”، في الوقت الذي يتماهى “مع أطروحة الجيش وتبشيره بها، وتبنيه شعارات حماية مؤسسات الدولة وترويجه لخارطة طريق تحمل تمهيدا لتقسيم البلاد”.
فيما تشير مصادر أخرى إلى أن لعمامرة يخدم أجندة الرئيس عبد المجيد تبون الذي سبق أن استقبل في الجزائر قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، وعبر عن دعم نظامه له. كما تبنى تبون نفسه أطروحة البرهان حين اتهم الإمارات العربية المتحدة بتأجيج الصراع من خلال دعم قوات الدعم السريع..
وجاء في المذكرة أن “طبيعة أداء المبعوث الأممي تمنح الأطراف المتحالفة مع الجيش، ومعظمها مجموعات مسلحة وتنتمي إلى فلول النظام السابق من الإسلاميين، فرصة ثمينة لدعم قرار الاستمرار في الحرب”.
ونقلت صحيفة العرب، التي تصدر في العاصمة البريطانية لندن، عن السياسي والمحامي السوداني المعز حضرة قوله: “إن لعمامرة لم يقم بدوره وانحاز إلى معسكر الجيش ولم يلتق القوى الفاعلة ورحب باختيار رئيس وزراء جديد على غير رضاء القوى المدنية التي تعد صاحبة الحق الأصيل في أي تحرك سياسي، وخالف مبدأ الوقوف على الحياد الذي أفشل دور الأمم المتحدة في الكثير من الدول التي سعت فيها إلى إيجاد حلول سياسية، وكان لا بد على القوى المدنية والناشطين أن يبعثوا برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة لتأكيد أنه اختار شخصا لا يصلح للمهمة”.
كما نسبت إلى القيادي في تنسيقية “صمود” اللواء كمال إسماعيل قوله: “إن مشكلة رمطان لعمامرة أنه اختار طريق الانحياز، بما قوض قدرته على جمع المجموعات السياسية على طاولة واحدة، ولم يقدم جديدا يذكر للقضية السودانية، ومن حق المجتمع السوداني أن يعلن موقفه صراحة بشأن عدم أهلية الرجل السياسية ليستمر في منصبه”.