“البوليساريو” تقول إنها مستعدة لتقاسم “فاتورة السلام” مع المغرب فيما يمكن اعتباره اعترافا ضمنيا بأن الحل النهائي سيكون بالتقاسم لا بالاستفتاء

بعث زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، الاثنين 20 أكتوبر 2025 رسالةً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، ضمنها نص مقترح جبهة البوليساريو المُوسَّع تحت عنوان “مقترح جبهة البوليساريو من أجل حل سياسي مقبول من الطرفين يضمن تقرير مصير شعب الصحراء الغربية ويستعيد السلم والاستقرار الإقليميين”.
وتأتي هذه الرسالة في وقت حساس يسبق تجديد ولاية بعثة المينورسو، وهي محاولة من “البوليساريو” لإظهار نفسها أمام مجلس الأمن كطرف مرن ومستعد لـ”التفاوض مع المملكة المغربية على إقامة علاقات استراتيجية وذات منفعة متبادلة بين البلدين”.
بل ذهبت الجبهة إلى حد القول إنها مستعدة لتقاسم “فاتورة السلام” مع المغرب، فيما يمكن اعتباره اعترافا ضمنيا بأن الحل النهائي سيكون بالتقاسم لا بالاستفتاء، أي قبول ضمني بالحكم الذاتي الموسع في إطار ضمانات دولية تحفظ ماء الوجه. كما يعني إشارة إلى استعداد الجبهة لتحمل جزء من الثمن السياسي مقابل حلّ تفاوضي.
“يمكن قراءة اقتراح تقاسم فاتورة السلام من خلال ثلاثة أبعاد. أولها سياسي، ويعني القبول بتسوية لا تقوم على الاستفتاء الكامل. وثانيها، اقتصادي، ويعني المشاركة في مشاريع تنمية مشتركة أو دعم دولي. وثالثها رمزي، يهدف إلى الانتقال من خطاب الصدام إلى خطاب الشراكة”، يقول دبلوماسي مغربي سابق، مضيفا أن “الجبهة ، التي كانت ترفض أي مفاوضات دون الاعتراف المسبق بحق تقرير المصير عبر الاستفتاء، تمهّد الآن للقبول بمسار تفاوضي جديد قد يشمل الحكم الذاتي أو صيغة توافقية أخرى. وهي في ذلك تهيء سكان المخيمات لتقبل تسوية مختلفة دون الشعور بالهزيمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *