تعود مدينة سرت إلى واجهة المشهد السياسي الليبي من جديد مع تصاعد الحديث عن إمكانية إعلانها عاصمة مؤقتة للبلاد، في ظل الانقسام القائم بين الشرق والغرب وبحث الليبيين عن مركز موحد للدولة. وتتمتع المدينة بموقع استراتيجي مميز يتوسط الساحل الليبي، ما يجعلها حلقة وصل بين الشرق والغرب وبوابة نحو الجنوب، إضافة إلى رمزية تاريخية وثقافية راسخة جعلتها “سرّة ليبيا”.
ويرى مسؤولون محليون ومراقبون أن سرت باتت اليوم مؤهلة لتقوم بدور العاصمة المؤقتة، بعد أن شهدت استقرارًا أمنيًا وتطورًا عمرانيًا ملحوظًا، تجسد في افتتاح مطار خليج سرت الدولي بعد توقف دام أكثر من 12 عامًا، ضمن خطة شاملة لإعادة الإعمار والتنمية بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة. ويُعد المطار مشروعًا استراتيجيًا يربط بين مناطق ليبيا الثلاث، ويعزز النشاط الاقتصادي والتجاري والسياحي في المنطقة الوسطى.
كما تشهد المدينة مشاريع أخرى كبرى، أبرزها مشروع المنطقة الحرة وميناء سرت الجديد، في إطار “رؤية ليبيا 2030” التي تهدف إلى جعل المدينة مركزًا اقتصاديًا حيويًا. وتؤكد القيادة العامة أن إعادة إعمار سرت جزء من مسار وطني أوسع لاستعادة وحدة البلاد، في حين يرى محللون أن تحولها إلى عاصمة مؤقتة يمثل خطوة عملية لتجاوز الانقسام وتوحيد مؤسسات الدولة في مرحلة انتقالية.
وبفضل ما تتمتع به من بنية تحتية حديثة وأمن واستقرار نسبي، يرى مراقبون أن سرت مؤهلة لاحتضان أجهزة الحكم والإدارة، وأنها قد تصبح خلال المرحلة المقبلة رمزًا لوحدة الليبيين وجسرًا نحو إعادة بناء الدولة الليبية الحديثة.
