تراكمت مشاكل القطارات المغربية إلى حد أصبح يثير التساؤل حول جدوى بعض الإصلاحات المعلنة. القطارات المكوكية السريعة، وقطارات الخطوط الكبيرة، غالبا ما تعاني تأخيرات طويلة، بل تنطلق متأخرة أصلا، وتتحول رحلاتها أحيانا إلى جحيم أشبه برحلات الحافلات المزدوجة أو تلك التي تربط بين القرى والمدن الصغرى.
أخيرا، شرع المكتب الوطني للسكك الحديدية في إعادة صباغة القطارات المكوكية وتجهيزها بكراسي جديدة، لكن يبدو أن مراحيضها، التي كثيرا ما تكون معطلة، لم تحظ بنفس الاهتمام، حتى أن أحد مرضى السكري اضطر لقضاء حاجته أمام باب النزول، في مشهد يعكس إكراهات الركاب اليومية.
ومع استعداد المغرب لاستقبال كأس إفريقيا للأمم، وقع المكتب اتفاقية شراكة مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لنقل الجماهير عبر قطاراته. والسؤال هنا: بأي صورة سيقدمها للمشجعين القادمين من كل حدب وصوب؟ وهل سيستمتع المشجعون برحلة كريمة أم ستكون لهم مجرد مغامرة إضافية؟
محمد ربيع الخليع، الذي يعرف أسرار المكتب منذ أكثر من أربعين سنة، سواء كموظف أو كمدير عام منذ 2004، لا يمكن أن يغفل هذه المشاهد. لكنه، على ما يبدو، يعرف ما يُحكى له… وربما يكتفي بالاستماع دون أن يركب القطار بنفسه.
لا يمكن التشكيك في نزاهة الخليع أو اقتداره، لكن تجربة “البراق”، القطار الفائق السرعة، تثبت أن التغيير ممكن. والسؤال يبقى: لماذا لا يُنقل هذا النجاح إلى باقي القطارات، وحتى يبتسم ركابها قبل أن يصلوا؟
