المغرب يوافق على المبعوث الأممي الجديد في الصحراء ويأمل أن تضع الأطراف الأخرى حدا لمناوراتها التضليلية

أكد عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، أن الرباط وافقت على تعيين الإيطالي-السويدي ستافان دي ميستورا مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى الصحراء المغربية، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء. ونقل المصدر ذاته عن مصادر دبلوماسية قولها إن غوتيريش بدأ، أمس الثلاثاء، مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن بشأن تعيين دي ميستورا، وذلك ما أكده هلال بالفعل، مشيرا إلى أن “هذه المشاورات جارية وسيتم الإعلان عن تعيين ستافان دي ميستورا في الأيام القليلة المقبلة، بعد موافقة أعضاء مجلس الأمن”. وأضاف الدبلوماسي المغربي، في تصريحاته إلى وكالة المغرب العربي للأنباء، أن المملكة أبلغت أنطونيو غوتيريش موافقتها. “تأتي موافقة المغرب انطلاقا من ثقته الدائمة ودعمه الموصول لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم ومتوافق بشأنه للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية”، يوضح هلال، الذي شدد على أن دي ميستورا يمكن أن يعول على تعاون المغرب ودعمه الثابت في تنفيذ مهمته لتيسير التوصل إلى تسوية لهذا النزاع الإقليمي. يذكر أن دي ميستورا (74 سنة) من أصل سويدي، ويحمل الجنسية الإيطالية، وسبق أن كان عضوا في الحكومة الإيطالية التي ترأسها ماريو مونتي في مارس 2011 خلفا لسيلفيو برلسكوني. “دي ميستورا يعد من الفاعلين المحوريين في جهود الأمم المتحدة للتسوية السلمية للنزاعات. لقد أثبت نفسه في سوريا وأفغانستان والعراق وإفريقيا. إن خبرته الدبلوماسية الدولية الطويلة، وأصوله المتوسطية التي بلورت معرفته العميقة بمشاكل هذه المنطقة، واستيعابه للتهديدات الأمنية وزعزعة الاستقرار في شمال إفريقيا، فضلا عن استقلاليته وحياده الذين طبعا عمله في الأمم المتحدة، سوف تساعده كثيرا، في الاضطلاع بطريقة هادئة وبناءة، بمهمة تيسير العملية السياسية المتعلقة بهذا النزاع الإقليمي”، يقول عمر هلال، قبل أن يرد التأخر في تعيين خلف جديد للمبعوث السابق هورست كولر إلى تلكؤ الأطراف الأخرى التي “استخدمت، على مدى عامين ونصف العام، المراوغات الواهية لرفض العديد من المرشحين المؤهلين تأهيلا عاليا والذين تم اقتراحهم من طرف الأمين العام. وكانت الجزائر وجماعتها الانفصالية المسلحة قد رفضتا ترشيح رئيس الوزراء الروماني السابق بيتر رومان، وبعد بضعة أشهر، رفضت ترشيح وزير الخارجية البرتغالي السابق لويس أمادو. وبالتالي، ومن أجل احتواء عرقلتهم لأي مرشح من دولة ثالثة، كان على غوتيريش البحث عن هذا الترشيح الأخير داخل أروقة الأمم المتحدة “. ولم يستبعد الدبلوماسي المغربي أن تحاول الأطراف الأخرى، عبثا، عرقلة ترشيح دي ميستورا، “لا سيما من خلال الذرائع الكاذبة التي تروجها وسائل إعلام تابعة لها، مع اتهامها، دون استحياء، للأمين العام ومجلس الأمن بالمسؤولية عن غياب عملية سياسية”. وعبر عمر هلال عن أمل المغرب في أن تضع الأطراف الأخرى، في إشارة إلى الجزائر ومحضونتها “البوليساريو”، حدا لمناوراتها التضليلية وأن تسمح، في نهاية المطاف، باستئناف مسلسل الموائد المستديرة الذي طالما انتظره الأمين العام ومجلس الأمن. كما شدد على أن المغرب “سيظل، كما كان دائما، متشبثا، بحزم، بالمسلسل الأممي الحصري، من أجل التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وتوافقي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، على أساس “أن حل النزاع حول الصحراء المغربية لن يكون إلا بالحكم الذاتي، ولا شيء غير الحكم الذاتي، وفقط الحكم الذاتي وذلك في إطار سيادة المغرب ووحدته الترابية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *