الجزائر تجند “مدوني الفيديو” الأوربيين لتشويه صورة المغرب في العالم

جيروم كَالفيلي

تستعد السلطات الجزائرية، سرا، لإطلاق حملة غير مسبوقة لزعزعة استقرار جارها المغربي الذي تعتبره الطغمة الحاكمة في البلاد “عدوها اللدود”. يتعلق الأمر هذه المرة بإطلاق حرب تواصل جديدة تستهدف تشويه صورة المغرب على الساحة الدولية، من خلال تجنيد المدونين الغربيين وتعبئتهم مقابل أموال لإنتاج محتوى سلبي عن المغرب من أجل ثني الزوار الأجانب عن الإدراك الإيجابي لصورة المغرب التي اكتسبها كبلد سياحي جذاب ومستقر وينعم بالأمان.

وعلمت “مغرب-أنتلجونس” أن وكالات التواصل الجزائرية تلقت تعليمات سرية من قبل ضباط الأجهزة الأمنية وموظفي خلايا اليقظة التي أنشأتها وزارة الخارجية الجزائرية من أجل “الترويج لصورة إيجابية للجزائر في الخارج”، على حساب المغرب.

وطُلِب من الوكالات المعنية تحديد أسماء مدوني الفيديو الغربيين، وخاصة الفرنسيين، والتواصل معهم مقابل أموال بهدف نشر محتويات سلبية تسلط الضوء على التفاوتات الاجتماعية في المغرب، ونكسات السياحة الجماعية مثل السياحة الجنسية واستغلال القاصرين وكذلك الجوانب، وكل ما يشير إلى درجات الفقر في المملكة الشريفة.

وحسب مصادر “مغرب-أنتلجونس”، فإن الأمر يتعلق، فعلا، بـ”استراتيجية جديدة للتواصل والحرب النفسية، يريد النظام الجزائري من خلالها ركوب الموجة المعادية للمغرب التي ظهرت في فرنسا وأوربا في أعقاب قرار البرلمان الأوربي الخاص بالمغرب، الذي استغلته وسائل إعلام أوربية وفرنسية لضرب المغرب. ويريد النظام الجزائري، عبر استراتيجيته الجديدة، تسخير وسيلة تواصل تقوم على بعث رسائل رقمية إلى جمهور شاب ومستهلكين للمحتوى الذي يمكن أن يثير ضجة على الشبكات الاجتماعية”.

وقد طفا هذا المشروع على السطح، وفق مصادرنا دائما، بعد النجاح الكبير في حشد العديد من مدوني الفيديو الفرنسيين الذين قاموا برحلات متتالية إلى الجزائر طوال عام 2022 لإنتاج محتويات وفيديوهات ترويجية لصالح الجزائر ومناطق الجذب السياحي فيها. وتفيد المصادر أن أشهر مدوني الفيديو الفرنسيين لقوا ترحيبا حارا من قبل السلطات الجزائرية التي تكلفت بتنقلهم وإقامتهم فضلا عن تسليمهم أظرفة مالية مقابل استخدامهم كنقطة انطلاق ترويجية لتحسين صورة الجزائر في الرأي العام الغربي. “اليوم، تريد الجزائر استخدام نفس السلاح الفتاك ضد خصمها المغربي”، تقول المصادر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *