حصري. الجنرال الجزائري السابق شنتوف وعائلته يعيشان “جنتهما الذهبية” في إسبانيا ويطويان الصفحة مع نظام العسكر

سيارات فاخرة، تسوق في أرقى المراكز التجارية، عقارات في أفخم الأحياء بإسبانيا… هكذا أصبح الجنرال الجزائري السابق لحبيب شنتوف يعيش، رفقة عائلته، أسلوب حياة أميري جعله ينسى تماما آلام منفاه الاختياري.

وكان شنتوف، الذي شغل منصب قائد المنطقة العسكرية الأولى بالبليدة إحدى المناطق العسكرية الاستراتيجية في الجزائر، قد فر إلى بلجيكا عشية صدور أمر باعتقاله في الجزائر، بتهم “تبديد أسلحة وذخيرة حربية لفائدة أشخاص غير مؤهلين لحيازتها والإخفاء ومخالفة التعليمات العامة العسكرية”. وكان شنتوف حينها في فرنسا حيث حل بها ليعالج.

يشار إلى أن السلطات الجزائرية عرضت، في مناسبات عديدة، على ضباط سامين، من بينهم شنتوف، سابقين فروا من البلاد على عهد رئيس أركان الجيش الجزائري الراحل أحمد قايد صالح، في أعقاب الأزمة السياسية عام 2019. لكن يبدو أن آل شنتوف لا يريدون العودة إلى الجزائر لأنهم يشعرون بالراحة في إسبانيا ولا يريدون على الإطلاق أن يفقدوا هذه “السعادة” التي يستمتعون بها كل يوم، لأنهم يدركون تماما أنهم لن يجدوا ما يماثلها في الجزائر، بل لا يستبعدون أن تتحول حياتهم إلى جحيم.

فقد استفاد آل شنتوف من استثماراتهم في إسبانيا، ليجدوا أنفسهم على رأس إمبراطورية صغيرة حقيقية تضمن لهم الحياة التي يحلم بها القادة الموجودون حاليا في السلطة. إذ يملك آل شنتوف عقارات في أليكانتي، ومنازل في نواحي مالقة، فضلا عن استثمارات في فالنسيا، حيث تستقر نجلته الوحيدة هند التي تزوجت، حديثا، مرة أخرى. وشنتوف أب لثلاثة أبناء هم أمين ونضال إلى جانب هند، وكلهم يعيشون بين إسبانيا وفرنسا.

ويعتبر شنتوف أحد أقوى الجنرالات الجزائريين وأكثرهم نفوذا في العقد الماضي، إذ في عام 2017، ظهر اسمه على رأس قائمة الجنرالات الذين يحتمل أن يخلفوا أحمد قايد صالح، الرجل القوي آنذاك في الجيش الجزائري. لكن يبدو، حاليا، أن شنتوف البالغ 75 سنة ويعاني من مرض مزمن، اختار عيش تقاعده المريح في إسبانيا، بدل أن يثق في وعود غير مضمونة من نظام العسكر الذي يعرفه جيدا، إذ لا يهمه أن يمشي على جثث رفاقه في السلاح. أي أن الرجل فضل الرهان على السلطات الإيبيرية وأجهزتها السرية التي أعطته ضمانات قوية مقابل تعاون قيم في بعض الملفات العسكرية حول أجهزة الجيش الجزائري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *