حصري. تبون يهدد باستخدام سلاح الغاز ضد إسبانيا إذا أصبحت الإمارات طرفا ثالثا

على مدى أكثر من 24 ساعة، تابعت وسائل الإعلام العالمية متابعة وتحليل الأخبار التي كشفت عنها وكالة الأنباء الدولية “رويترز”، نقلا عن مسؤول جزائري. وتتعلق هذه الأخبار بالتهديد الذي أبدته الجزائر علناً بوقف إمدادات الغاز لشركة الطاقة الإسبانية الكبيرة “ناتورجي” Naturgy إذا بيعت أسهمها إلى شركة “طاقة” الإماراتية. وأبلغ هذا المصدر الجزائري رويترز أن إمدادات الغاز التي تقوم بها “سوناطراك”، عملاق النفط الجزائري، ستتعرض للخطر أو حتى الإلغاء إذا سقطت “سوناطراك” في يد الإماراتيين.
وتعد ناتورجي المشتري الدولي الثاني للغاز الجزائري بعد العملاق الإيطالي “إيني”.
وبحسب تحقيقات “مغرب-أنتلجونس”، فإن هذا المصدر الجزائري الذي أرسل هذا التهديد المقنع بقطع صمامات الغاز إلى إسبانيا هو في الواقع مستشار مسؤول عن قصر المرادية الرئاسي. وقد كُلِف من عبد المجيد تبون شخصيا ببعث رسالة واضحة إلى السلطات الإسبانية تفيد أن الجزائر ستستخدم الآن سلاح الغاز “لحماية مصالحها الجيو-سياسية”، ومعاقبة الشركاء الذين يتحالفون بشكل مباشر مع “أعدائها” مثل الإمارات العربية المتحدة، الخصم “الجيو-سياسي”، والذي أصبح يتعرض للتشهير بانتظام من قبل النظام الجزائري منذ عام 2022 بسبب الخلافات الدبلوماسية العديدة بين الجزائر العاصمة وأبو ظبي، بما في ذلك على وجه الخصوص الدعم الإماراتي السخي للمغرب “العدو اللدود” للنظام الجزائري.
وبحسب مصادر “مغرب-أنتلجونس”، فإن عبد المجيد تبون قرر تصعيد التوتر بين الجزائر وإسبانيا، ويقول إنه مستعد لتحمل مخاطر فسخ عقود الغاز مع ناتورجي لتجنب أي تدخل من السلطات الإماراتية في صفقات الغاز المبرمة بين الجزائر وإسبانيا. وكشفت المصادر ذاتها أن الرئيس الجزائري وحاشيته مقتنعون بأن الرائد الإماراتي “طاقة” عازم على السيطرة على ناتورجي لوضع يديه على الغاز الجزائري، وبالتالي ربما تحويله نحو مشاريع الطاقة التي يتم تطويرها في المغرب. وأمام هذا الوضع، يوجه تبون خطابا إلى مدريد مفاده أنه سيضع عقود الغاز الموقعة بين سوناطراك وناتورجي على الطاولة، ثم يضع حدا لتسليم كميات كبيرة من الغاز الطبيعي الذي تنتجه الجزائر إلى إسبانيا. وهو قرار من شأنه أن يعرض أمن الطاقة الإسباني لخطر كبير، نظرا لأن الجزائر هي المورد الرئيسي للغاز الطبيعي لهذا البلد الأوربي بحصة تبلغ حوالي 30٪.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *